يا جماعة، يا له من يوم اللي عشناه في ملعب سانتياغو برنابيو اليوم، والله! الفوز هذا بالنسبة لي له دلالة أكبر بكثير من مجرد مباراة كرة قدم. بصراحة، هذا شيء ما له تفسير. ممكن نبدأ نتكلم عن قصص تكتيكية ونقاشات ليش الفريق كان سيئ في أول 35 دقيقة. من البداية، كانت الخطة غلط بشكل فظيع، الفريق كان ماشي على أرض الملعب كأنه ناسي إن فيه مباراة. مستوى الطاقة كان في الحضيض، وفريق بوروسيا كان متفوق تماماً، ما شاء الله عليهم، كانت أفكارهم واضحة جداً. لكن يا جماعة، هذا هو ريال مدريد!
في المواقف الصعبة، لما تكون الكرة ما تشتغل والفريق في حالة يرثى لها من الناحية التكتيكية، يظهر الريال بشيء ما في أي فريق ثاني. الريال عنده قدرة إنه يتجاوز اختبارات ما تقدر عليها الفرق الثانية. اللي سواه ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند اليوم يعتبر معجزة، خاصة في الشوط الثاني.
صراحة، ما بأدخل في التفاصيل التكتيكية اليوم، راح يكون لنا وقت نحكي عن الأخطاء وعن سوء التنظيم في الفريق. الفريق كان سيء في الشوط الأول، اللاعبين كانوا يمشوا وكأنهم في نزهة. الشوط الثاني كان جنوني. الريال قلبها رأساً على عقب، والفضل الكبير يعود لواحد ما له مثيل: فينيسيوس جونيور. الولد كان يحاول ويبدع من أول الشوط الثاني، مهاراته، اختراقاته، ضغطه على المدافعين، والريال كله صار يتحرك معه.
وأنتوا تعرفوا، الريال لما يكون في موقف مستحيل هو اللي يرتاح ويعرف كيف يتصرف. الريال لازم يحس بالضغط عشان ينفجر ويبين معدنه الأصيل، خاصة في دوري الأبطال. الشوط الثاني كان مسيطر عليه فينيسيوس، والولد قاد الفريق بروح قتالية مذهلة.
رجعت ذكريات موسم 2021/2022، اللي شفناه اليوم ذكرني بعودة الريال في الـ 14 دوري أبطال. كانوا يدفعوا للأمام، رغم التعب، رغم إنهم هدوا الريتم شوي، بس رجعوا بمستوى وهمة ما شفتها من أول.
وبعدين، طبعاً، تجي الأسئلة: ليش الفريق ما قدر يقدم نفس المستوى في الشوط الأول؟ ليش أنشيلوتي ما قدر يضبط الفريق؟ هذا السؤال ما عندي له جواب. لكن اللي صار في الشوط الثاني خلا الريال يرجع لأصوله، دماء ريال مدريد في دوري الأبطال طلعت من جديد.
لازم أذكر كمان اللي صار مع لوكاس فاسكيز. الولد كان سيء في الدفاع، ارتكب أخطاء كبيرة، لكن القدر لعب لعبته، وكان هو اللي سجل الهدف الثالث! سبحان الله كيف يتقلب الحظ، فاسكيز كان الأسوأ في الملعب وبعدين صار بطل اللحظة.
الكلام عن الفريق طويل، وكورتوا طلع في الوقت الصح بصدته الحاسمة اللي أنقذت الريال، الدفاع كان ينهار لكن مع الوقت رجعوا، وظهرت شخصية الريال الحقيقية.
في النهاية، اللي صار اليوم ضد بوروسيا دورتموند ما ينفع ينشرح بكلمات. الشوط الأول كان كابوس، لكن الثاني كان قلب الريال اللي نعرفه، قلب دوري الأبطال.
+ There are no comments
Add yours